«كل ما نقوله ونعتقده يأتي من مصادر رسمية»: الكتاب الذي يحلل خطاب المخدرات

نشر الكاتب أوزوالدو زافالا كتاب «La Guerra en las palabras» حيث يقترب من مشكلة الاتجار بالمخدرات في المكسيك من اللغة

Guardar

الاتجار بالمخدرات مشكلة تواجهها المكسيك منذ عقود، وهذه الظاهرة تم تحديدها دائمًا باللغة, كما قال الكاتب المكسيكي أوزوالدو زافالا, مؤلف كتاب الحرب في الكلمات, يوم الاثنين.

وقال زافالا في مقابلة مع وكالة EFE: «الكتاب هو استكشاف متعمق للخطاب الرسمي، لأن كل ما نقوله عادة، نتحدث عنه، نفكر في الاتجار بالمخدرات يأتي في الواقع من مصادر رسمية».

وقال إن الحرب بالكلمات هي تاريخ فكري لتهريب المخدرات في المكسيك يمتد على مدى أربعة عقود - من 1975 إلى 2020 - حيث تظهر كيف يخلق الخطاب الرسمي أساطير الاتجار بالمخدرات من خلال الاستجابة للأجندات السياسية ومكافحة المخدرات.

ينقسم المجلد إلى أربعة أقسام ويبدأ بالعملية الأولى للقضاء على مزارع الماريجوانا والخشخاش، ويستمر مع مقتل وكيل إدارة مكافحة المخدرات كيكي كامارينا في عام 1985 ويتبع ظواهر أخرى مثل إعادة اختراع عصابات المخدرات وصعود أرقام مثل أمادو كاريو فوينتيس.

يذهب الكتاب إلى حرب فيليبي كالديرون على الاتجار بالمخدرات (2006-2012) والتهدئة التي اقترحها الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور (2018-2024).

وأوضح زافالا أنه لأكثر من أربعة عقود تمكن النظام السياسي المكسيكي من فرض سرد عن «المخدرات» التي قبلها المجتمع بشكل عام، مثل أن الجريمة المنظمة هي التفسير السائد لارتفاع معدلات العنف في البلاد.

وقال «ان العنف حقيقى، بيد ان التفسير الرسمى المهيمن هو خدعة سياسية، وهو خيال سمح للسلطات بممارسة اكثر سياسة الحكومة قسوة ضد السكان، ولكن دائما ما يتم إضفاء الشرعية عليها من خلال النسيج القابل لإعادة التدوير للحرب على المخدرات».

جهل تجار المخدرات

وأشار زافالا إلى أن فكرة ما يقال أو فكر أو يتصور حول الاتجار بالمخدرات «تأتي عادة من مصادر رسمية، وليس من المعرفة المباشرة بتهريب المخدرات».

وقال ان هذه المصادر هى اساسا من السلطات المكسيكية والاميركية التى تعتمد فى مناسبات عديدة على مصالح معينة.

قال الكاتب إنه غالبًا ما يكون هناك حديث عن اللغة المستخدمة للحديث عن الموضوع في الفن والصحافة، لكنه «لا يزال معلقًا لفهم تاريخ هذا الخطاب».

لذا، قال إن فكرة هذا الكتاب كانت إعطاء تاريخ من اللغة الرسمية وغير الرسمية التي تم بناؤها على مدى 40 عامًا، والتي تصف ظاهرة الاتجار بالمخدرات وتفرض أيضًا معنى سياسيًا.

وقال «انه تحقيق فى الارشيف والمكتبات الرئاسية للولايات المتحدة ومكتبات الصحف والاعمال الاكاديمية والصحفية فى محاولة لتتبع وفهم كيف تغير (الخطاب) وحتى تطرففى فى العقود القادمة».

مهرب المخدرات، الرجل السيئ

قال الصحفي وأستاذ الأدب إنه من الصعب للغاية تحديد الدور الحقيقي الذي يلعبه الاتجار بالمخدرات في العنف الذي تتعرض له البلاد حاليًا لأن الخطاب الرسمي يظهر صورة لقوة الجريمة المنظمة التي لا علاقة لها بالواقع.

وقال «اننا نواجه طوفا من المعلومات تمنعنا من معرفة من هم الفاعلون فى العنف ومن يفعلون ماذا بالضبط».

في عام 2021 وحده، سجلت المكسيك 33,315 جريمة قتل بعد أكثر عامين عنفًا في تاريخها، تحت قيادة أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، مع 34,690 ضحية قتل في عام 2019 و 34,554 في عام 2020.

وقال «ان ما يفعله الخطاب الرسمى هو ان يعطينا تفسيرا سريعا وموحدا حيث انه اذا كان هناك اطلاق نار فان المهرب يتم القاء اللوم عليه بسرعة».

وقال ان احد الاسلوب الذى يتعين على السكان اتباعه هو انه «فى بلد يتمتع بمثل هذا الإفلات من العقاب، ومع وجود نظام شرطة مشكوك فيه الى حد ما، يجب ان يكون من الصعب تصديق ما تقوله المصادر الرسمية ان كل هذا العنف هو نتاج المهربين الذين يشنون الحرب».

خلال تطوير الكتاب، أوضح، وجد أن العديد من الكلمات المستخدمة للحديث عن هذا العالم والتي تستخدم في المسلسلات التلفزيونية لها، في معظمها، أصل رسمي.

وقال «ان المؤسسات نفسها هى التى تتحدث بهذه الطريقة وهى مسؤولة عن تداولها والظهور فى الخيال وتعزوها الى تهريب المخدرات».

وقال إن هذه الكلمات أدت إلى إضفاء الطابع المثالي على مهرب المخدرات كشخص «قوي، كما هو الحال في «رئيس الرؤساء» في عصابة لوس تيجريس ديل نورتي، الذي يتحدث على ما يبدو عن مهرب المخدرات «على الرغم من أنه لا يسميه حقا 100٪».

كما نفى وجود «علاقة يمكن التحقق منها أو إثباتها» بين الكلام والعنف.

«هذا لا يعني أن عدد المسلسلات حول شخصية ما يتسبب فجأة في تجنس الناس أو تطبيع العنف. وهذه طريقة لإلقاء اللوم على مستهلكي المنتجات الثقافية والتفكير فيها على أنها لا تملك سوى القليل من الذكاء».

أخيرًا، لاحظ أن كتابه ليس قصة عن «narcos»، بل عن اللغة التي جعلتهم أعداء داخليين، تهديدًا لـ «الأمن القومي».

واختتم قائلا «انها الاسطورة التى تبرر الفظائع التى ارتكبتها جدول الاعمال الامنى الامريكى الذى نفذته الطبقة السياسية ورجال الاعمال فى المكسيك».